كسا الحزن شوارع قرية "البوها المحطة" التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، وخيم الأسى على شوارعها ومنازلها، وارتفع صوت النحيب والبكاء ليشق صمت السماء، بعد أن شهد أحد بيوت القرية الصغيرة مأساة بسب فيروس كورونا المستجد، راح ضحيتها الأب والأم والابن خلال أسبوعٍ واحدٍ.
المأساة كما يرويها أشرف عثمان، جار الأسرة وأحد أبناء القرية، بدأت حين دخل الفيروس اللعين للمنزل الصغير الهادئ، مصيبًا الأب عبدالقادر عكاشة، ثم تجول في أرجاء وأنحاء المنزل مصيبًا زوجته السيدة فتحية السيد، ثم ابنهما "محمد".
وتابع أن الأسرة المصابة بالفيروس جرى تحويلها إلى مستشفى كفر صقر العمومي عقب تدهور حالة الأب يوم الخميس قبل الماضي، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في نفس اليوم وانتقل إلى الرفيق الأعلى متأثرًا بإصابته بالفيروس اللعين.
لم يكتف الفيروس بحصد روح الأب، فلم تمر سوى أيامٌ قليلة حتى تدهورت حالة زوجته الصحية التي زاد عليها وفاة زوجها وجع وألم الفيروس، لتلحق به يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن فاضت روحها داخل مستشفى كفر صقر.
لم تكد القرية الصغيرة تشيع جنازة الأم، حتى فجعها نبأ وفاة الابن الذي أبى إلا أن يلحق بوالديه إلى الرفيق الأعلى متأثرًا بالإصابة نفسها، حيث توفي أمس الجمعة، داخل مستشفى العزل، لتتحول القرية الصغيرة إلى عزاء دائم ومستمر.
وأكد جار الأسرة أن القرية بأكملها تعيش حالة من الصدمة والحزن والفجيعة بسبب رحيل الأسرة وخلو المنزل الذي بات مهجورًا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن باقي أفراد العائلة والأقارب الذين خالطوهم خلال الفترة الماضية يخضعون لعزل داخل منازلهم، كما أن حالة من الرعب والخوف والذعر انتشرت بين أرجاء القرية بعد رحيل الأسرة بالكامل بسب الفيروس.
