طالب مصري يحارب التنمر بـ«ورقة»
في عامه الـ12، كتب الشاب المصري عمر زريق فيلمه الأول، واختار أن يكتبه عن «التنمر» الذي يُعانيه في المدرسة، كتبه فيلماً طويلاً، لكن ضعف الإمكانات وقلة خبرته، منعه من استكماله رغم أنه صور 80% منه بمساعدة أصدقائه، لكن جاء التصوير ضعيفاً لأنه تم باستخدام كاميرا موبايل.
ودعت عدم جودة الفيلم الشاب المصري لحذفه حتى يكون قادراً على إخراجه في أحسن وجه.
وبعد مُضي 5 سنوات كاملة، اكتسب عمر مجموعة من المهارات الجديدة وخبرة اكتسبها بمشاهدة أفلام سينمائية كثيرة، وهي الخبرة التي أهّلته لإعادة إنتاج فيلمه القصير الأول «ورقة»، كتبه وأخرجه وقام بعمليات التحرير، إضافة للتمثيل فيه.
«أسست أنا وأصدقائي المحبون للفن منذ فترة، فريقاً أسميناه «عرب وود»، تحدثت معهم عن فكرتي، أردت أن أتحدث عن التنمر في فيلم قصير، أردت أن يخرج الفيلم كاملاً دون أي غلطة، قمنا بالتحضير لمدة شهر كامل، تجميع ديكورات، والتنسيق بيننا، حاولت أن يخرج الفيلم قصيراً في 7 مشاهد فقط وليس طويلاً كما جاء في تجربة كتابتي الأولى». كما يقول عمر لـ«الرؤية».
حوت تجربة الفيلم القصير لعمر مجموعة من المشاهد الراقصة والتعابير الموسيقية الحاكية والشارحة لحالة التنمر التي مرّ بها بطل الفيلم، والذي قام هو بأداء دوره، ساعدته في ذلك دراسته في أكاديمية الفنون إلى جانب دراسته للباليه أيضاً، ومشاركته كممثل في عدد من المسلسلات المصرية المعروفة، فكان العمل على خروج مشروعه الفني الأول هو شغله الشاغل.
ويُضيف: «قمت بدور المخرج والممثل والمونتير، وساعدتني في كل ذلك دراستي في معهد الباليه، والذي كان جزءاً منها دراسة لفن البانتوميم، وهو ما جعل التمثيل الصامت في الفيلم ناقلاً لحالة أبطاله ومشاعرهم دون إرهاق للجمهور».
يدور الفيلم حول مراهق يتعرض للتنمر بين أصحابه في المدرسة، ويصنع لنفسه عالماً خاصاً خالياً من التنمر، يستطيع فيه التغلب على جميع من يؤذيه في الحقيقة، فهو الأقوى والمتغلب عليهم على عكس الواقع تماماً، يعيش في أحلامه حياة أخرى، هو بطلها القوي، والمتغلب على الجميع، لكن الواقع عكس ذلك تماما، إلى أن يأتي الموقف الذي يجعله يتحول تماما، فيصبح البطل في الحقيقة.
وعن قصة الفيلم يقول عمر: «الفيلم جاء ليعبّر عن كل مشاهد التنمر التي يعانيها طلاب المدارس، والتي أردت التعبير عنها من خلال مهاراتي الفنية بمعاونة أصدقائي، جميعنا وفي المراحل التعليمية التي مرّرنا بها تعرضنا للتنمر، فكنت أنا وأصدقائي أقدر على تجسيد ذلك لأننا عشناه».
ردود الأفعال على فيلم عمر الأول فاقت توقعاته، حيث نال فيلمه إشادات كبيرة بتفاصيل الإخراج، و«كادرات» التصوير، والتفاعل مع التمثيل الصامت رغم كونها المحاولة الأولى للجميع، فنال إشادة المخرجين خيري بشارة ومحمد فاضل وتامر محسن، والممثلة أروى جودة.
ويستطرد المخرج الشاب: «فرحت جداً بكل الاحتفاء وردود الأفعال على فيلمي الأول، وكان أعظمها بالنسبة لي وأكثرها رعباً أيضاً هي تلك التي شبهتني بيوسف شاهين، واعتبرتها مسؤولية كبيرة أتمنى أن أقوى على تحملها».
أهدى عمر فيلمه الأول للمخرج والممثل الراحل سناء شافع، والذي كان بمثابة والده فعامله معاملة الابن منذ أن تزوج والدته وقت أن كان في سن الثالثة، «هو من نمى بداخلي الشغف بحب السينما، كان أباً آخر رزقني الله به، وصاحب التأثير الأبرز في حياتي الفنية، فاخترت أن يكون اسمي مقترناً باسمه عن طيب خاطر.. عمر رزيق شافع».
يمثل الإخراج شغف عمر الأول، ويسعى إلى أن يحقق نجاحاً فيه وألا يكتفي بالتمثيل فحسب، ورغم أن كافة مشاريعه الفنية القادمة ستكون تمثيلية، إلا أنه سيسعى مع فريقه «عرب وود» إلى استكمال أحلامهم السينمائية التي بدأوها معاً بفيلم «ورقة».