حكم قضاء صلاة الضحى.. الأزهر يوضح متى تبدأ وتنتهي
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، إن وقت صلاة الضحى يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح بعد طلوعها وتقديره بربع ساعة بعد وقت الشروق، وتنتهى باستواء الشمس قبل زوالها وهو قبيل وقت الظهر.
وأوضحت «لجنة الفتوى» في إجابتها عن سؤال: «ما حكم قضاء صلاة الضحى لمن فاته وقتها؟»، عبر الصفحة الرسمية للبحوث على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه إذا خرج وقتها فاختلف العلماء فى حكم القضاء على قولين، المفتى به منهما: هو جواز قضاء صلاة الضحى وهو المعتمد عند الشافعية وبعض الحنابلة.
واستشهدت فتوى البحوث بالأزهر بما روى حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاته الصبح في السفر حتى طلعت الشمس فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة»، [رواه مسلم 1/471].
وأضافت أن المراد بالسجدتين صلاة السنة الراتبة التي قبل الفجر، وحديث أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم -صلى ركعتين بعد العصر فسألته عن ذلك فقال: «إنه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان الركعتان بعد العصر»، [البخارى 5/169. مسلم 1/571].
وتابعت: وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: « من لم يصل ركعتي الفجر حتى تطلع الشمس فليصلهما»، [رواه البيهقى في السنن 3/156. وقال النووى إسناده جيد. المجموع للنووى. 3/526]، وعن عائشة ر-ضي الله عنها-: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة»، [رواه مسلم. 1/515].
ولفتت: قال النووى: والثالث: ما استقل كالعيد والضحى قُضي، وما لا يستقل كالرواتب مع الفرائض فلا يقضى, وإذا كانت تقضى فالصحيح أنها تقضى أبدا، وحكى بعض أصحابنا قولًا ضعيفا أنه يقضي فائت النهار ما لم تغرب شمسه, وفائت الليل ما لم يطلع فجره, وعلى هذا تقضى سنة الفجر ما دام النهار باقيا، وهذا الخلاف كله ضعيف والصحيح استحباب قضاء الجميع أبدا [المجموع للنووى شرح المهذب للشيرازى. 3/526].
ونبهت أنه ينبغى على المسلم أن يتورع عن تأخير العبادات المفروضة والنوافل عن وقتها؛ لينال عظيم الثواب والبركة فى الدنيا والآخرة، لا سيما لو لم يكن له عذر معتبر.
هل يجوز قضاء صلاة الضحى بعد الظهر أو العصر، سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو البث المباشر على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وقال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن يجوز قضاء صلاة الضحى بعد الظهر أو العصر؛ لأنها من الصلوات التي لها وقت محدد، ويبدأ من بعد شروق الشمس بنحو تلت ساعة وينهى قبل الظهر بمثل هذا الوقت.
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية أن صلاة الضحي سنة مؤكدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولها فضل كبير وفوائد عديدة أثبها العلماء، مستشهدًا بما روى عن عن أَبي ذَر- رضى الله عنه- أَن رسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قالَ: «يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى»، رواه مسلم.
فضل صلاة الضحى وعدد ركعاتها
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة الضحى صلاةٌ بعد طلوع الشمس بمقدار خمس عشرة دقيقة –تقريبًا-، ويمتد وقتها إلى ما قبل الظهر بقليل، مشيرًا إلى أنها تسمَّى أيضًا صلاة الأوَّابِينَ، أي: كثيري الرجوعِ إلى الله تعالى. وأفاد المركز في فتوى له أن في فضل صلاة الضحى وردَت أحاديثُ منها ما أخرجه البخاريُّ عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: وعدَّ منها: «... وَصَلاَةِ الضُّحَى".
وأشار إلى أنه يستحب المحافظة عليها يوميًا، لحديث أَبي ذَرٍّ -رضي الله عنه- أَنَّ رسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم- قالَ: "يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى".
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن صلاة الضحى سُنَّةٌ مؤكدةٌ، صلَّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأوصى بها، ورغَّب فيها، لافتًا إلى أن عدد ركعاته أقله ركعتان، وأكثره ثمان ركعات أو اثنتا عشرة ركعة على خلاف بين الفقهاء في ذلك.
هل يأثم من ترك صلاة الضحي؟
نبه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الضحي سنة مؤكدة عن النبى – صلى الله عليه وسلم-، ولا يأثم من تركها وإن كان بفعله هذا ضيع على نفسه أجرًا كبيرًا وثوابًا عظيم.
وأضاف « عثمان» في إجابته عن سؤال: «هل يأثم من ترك صلاة الضحى؟»، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أنه يستحب عدم ترك صلاة الضحي لما فيها من خير كثير.
وأوضح أن من يكثر من أدائها يكون له خيرًا كثيرًا؛ لأنه من باب شكر الله – تعالى- على نعمه-، حيث يقول – سبحانه-: « لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، (سورة إبراهيم: الآية 7).