دكتور السيد خضر يكتب.. صناعة الإعلام وإقتصاد العالم
صناعة الإعلام هى المتحكم الأساسى لاقتصاديات العالم، ولاشك أن اقتصاديات الإعلام خرجت إلى الوجود مع ثورة الاتصال والنمو السريع لصناعة الإعلام، ولم يكن الموضوع مثارا في أشكال الإعلام القديم، لأن تكلفة الإعلام قبل اختراع الطباعة ثم اختراع الراديو والتليفزيون لم تكن شيئا يستحق البحث.
وكان الاهتمام بالشكل المثالي أو بمحتوى الرسالة في الإعلام القديم يغلب على ما عداه، أما اليوم فإن الاهتمام بالشكل المادى،وبتكلفة الرسالة الإعلامية يقف إلى جانب الاهتمام بمضمونها.
ورافق ذلك تطور تكنولوجي كبيرواتساع في رقعة السوق وانفتاحها مما زاد تعقدها وحركتها على المستوى العالمي، وهو ما فرض إعادة النظر في النظام الاقتصادي لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية في البلدان الصناعية الكبرى وفي كثير من البلدان النامية، في اتجاه مزيد من التنوع وتحريرالمؤسسات العمومية والخاصة من آجل تمكينها من تلبية الطلب والتصدي لمتطلبات التطورالذي فرضته تكنولوجيات الاتصالات الحديثة، باعتبارأن الرهانات التي ينطوي عليها التطور تكتسي طابعا إستراتيجيا بمستقبل المجموعات الدولية التكنولوجية والثقافية.
ويتطلب ذلك تحريرالسوق والسماح لرأس المال الصناعي بدورمهم من جهة، وبدعم من السلطات العمومية،ومن الهيئات الدولية والإقليمية، وضخامة الاستثمارات في اقتصاديات الإعلام.
واثرت على قضايا وتفاعل النظام العالمي، إذ أثرت على التفاعلات الدولية التي كانت قائمة وعلى المنظمات والتكتلات الدولية التي أصبح يتساءل الكثير عن جدواها، وآثارت النقاشات والتساؤلات حول مستقبل العولمة وماصاحبها من تداعيات في عدد من جوانبها، وعن هيكل النظام الدولي في عالم مابعد الكورونا.